الصفقة النووية المدنية بين الهند واليابان

يشكل التعاون النووي بين الهند واليابان معلما في زيادة تعزيز العلاقات الثنائية بينهما. وقعت هذه الصفقة في نوفمبر من العام الماضي بزيارة رئيس الوزراء نارندرا مودي إلى سريلانكا و هي في حيذ التنفيذ اليوم. و قد تم ضم وزير الخارجية الهندي جاياشانكار وسفير اليابان كينجي هيراماتسي في الهند للإتفاقية  في العشرين من يوليو.

ووصف رئيس الوزراء مودي هذه الصفقة بأنها أكثر من صفقة تجارية و صفقة للطاقة النظيفة. ان الإتفاقية تعد رمز جديد و براق للثقة والشراكة الاستراتيجية من أجل عالم ينعم بالسلام والأمن. وبعد التوقيع علي الاتفاقية في طوكيو قال مودي إن البلدين حققا تحسنا كبيرا في التعاون الاقتصادي والشراكة الاقليمية والتعاون في مجال الدفاع. وفي الوقت نفسه قال رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي ان اليابان والهند قد ارتقا بعلاقتهما لمستوي جديد.

وكان هذا الاتفاق ساري المفعول لمده شهرين قبل زيارة السيد ابي إلى الهند في سبتمبر الحالي. وعقد اجتماع بين رئيس الوزراء مودي وابي للعمل المؤقت لمؤتمر قمة مجموعة العشرين في هامبورغ في يوليه عام 2016. وكان مشروع القطار فائق السرعة الذي يربط احمد أباد بمومباي هو بمثابة شرارة للتجهيز لزيارة الزعيم الياباني القادمة.

وتم التوقيع علي هذا الاتفاق لتمكين تصدير اليابان لمحطات الطاقة النووية. وبعد التجربة النووية في الهند في عامي 1974 و 1998، فان العديد من موردين الإمدادات النووية، بما فيها الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا والصين، يرغبون الآن في التعامل مع الهند في القطاع النووي، وفي 2008 كانوا جزءا من مجموعة إمدادات الطاقة النووية. و قد تفهمت اليابان قوانين البلد.

وبهذا ففي عام 2010  بدأت اليابان مفاوضات مباشرة مع الهند، وفي نوفمبر الماضي  تم التوقيع علي اتفاق التعاون المدني في مجال الطاقة النووية. واليابان ليست حريصة فقط علي تطوير التعاون النووي  إنما تحبذ التعاون في مجالات أخرى ايضا. ونتيجة لذلك  فان اليابان تعتبر هي الاستثمار الأجنبي المباشر الكبير الثالث في الهند.

وفي واقع الأمر، وقعت الهند أيضا اتفاقا للتعاون النووي مع الولايات المتحدة الأمريكية.

هل ستكون الصفقة مع اليابان مشابهة للولايات المتحدة الأمريكية؟ بالطبع لا؛ بعد مرور خمس سنوات علي كارثة فوكوشيما في عام 2011، وقعت اليابان علي هذه الصفقة وهي لا تزال ملتزمة بالسلامة. ويعترف الاتفاق بالمطالبات التي قدمتها الهند في سبتمبر عام 2008 إلى مجموعة الإمدادات النووية ويتضمن عده تحسينات منها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي النهاية، كيف ستستفيد الهند من هذا الاتفاق؟ أولا، لن تستفيد الهند فقط من التعاون بين الصناعات اليابانية والهندية في مجال الطاقة النووية، ولكن أيضا من الشركات الأمريكية والفرنسية التي تقوم بأعمال تجارية مع الشركات اليابانية و التي سوف تأتي أيضا للهند لبناء محطات الطاقة النووية. ثانيا، ستنشئ الشركات الهندية وشركاءها محطات للطاقة النووية في بلدان ثالثة اخري. وثالثا، سيعزز الاتفاق الاتجاه الهندي للصناعة الهندية لأنه سيتبني توطين المعدات والخدمات النووية.

 

Arnaud Lefevre

Arnaud Lefevre

Arnaud Lefevre is the Chief Executive Officer of Dynatom International. Arnaud is in charge of the international development of the business portfolio.
0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments

Don’t Stop Here

سيتشوان تفتح قطاع الطاقة النووية

أصبحت سيتشوان أول محافظة في الصين لفتح قطاع الطاقة النووية للاستثمار الخاص. الحكومة المحلية تشجع ما وصفته الشركات المؤهلة للاستثمار في المشاريع المستقبلية للطاقة النووية،

Scroll to Top