دعونا ننتبه إلى عبارة جوناس

أوضح الوزير برافين جوردان في خطاب الميزانية أن هناك حاجة لنمو متطور. ومن المفترض أن يبدو واضحًا أنه إذا لم يكن للدولة أي نمو فإن وزير الاقتصاد سيكون غير قادر على تخصيص أموال لتطوير الإسكان والرعاية الصحية والتعليم والمنح الاجتماعية وغيرها المزيد.

 

وبعده بعدة أيام، قال نائب رئيس الاقتصاد ميسيبيسي جوناس أن النمو لا ينتج من شخص يقوم بتغيير الأرقام الاقتصادية على الورق فقط وإنما من جهود الأشخاص الذين يعملون بالفعل. صحيحٌ تمامًا.

 

يبدو أن بعض الناس يعتقدون أن النمو يحصل بطريقة ما وهم يراقبونه من تلة مجاورة باستخدام منظار. لا، يجب على الناس أن يشمروا سواعدهم ويحملوا المجرفة ويبدؤوا بالحفر. وقال جوردان أن الحكومة خططت لإنفاق 947,2 مليار يورو في البنية التحتية للقطاع العام خلال الثلاث سنوات القادمة.

وتتضمن الخطة إنفاق 35,9 مليار يورو في زيادة البنية التحتية في بلديات المحافظات وإنفاق 125,3 مليار يورو في المياه والصرف الصحي.

 

ويعتبر بناء الطاقة النووية واسع النطاق مشروعًا مثاليًا لهذه الخطة الفعلية.

 

وتقدر الجماعة العلمية بناء الطاقة النووية بقيمة 650 مليار يورو وليس التريليون يورو الذي اخترعه النشطاء ضد الطاقة النووية من نسج خيالهم.

ومن النقاط المهمة التي يتم تجاهلها دائمًا هي أن هناك هدف توطين يصل إلى 50% في هذا المشروع. وحقيقة متجاهلة أخرى هي أن دورة حياة هذا المشروع هي عقد من الزمان، وهي فترة أطول بكثير من أرقام ميزانية جوردان التي تمتد لثلاث سنوات.

لذلك هو ليس مليار يورو، دفعة واحدة، ولمرة واحدة كما يحب أن يهتف النشطاء ضد الطاقة النووية. وحتى وإن لم يحصل هدف الـ 50% فإن التوطين سيحدث على كل حال بدرجة طبيعية. من تظنون سيقود الجرافة خلال صناعة طرق الوصول إلى الموقع… جنوب أفريقي أو روسي أو صيني أو فرنسي … من؟ من سيصب الاسمنت في أسس المحطة؟ ماذا عن تزويد المياه والمجاري والأنظمة الكهربائية وإضاءة المحطة وغيرها؟ دعونا ننتقل للأكثر تعقيدًا، مثل تنصيب المولدات الكهربائية، مثل تلك التي تقع في محطاتنا الضخمة لطاقة الفحم. ماذا عن مبادلات الحرارة ولوحات التحكم الكهربائي الضخمة، مثل تلك التي نراها في مراكز تحكم ساسول وتيلكوم الوطنية؟ هل نعتمد على الأجانب كليًا في العمل عليها؟ مبادرات تطوير البنية التحتية التي تحدث عنها جوردان جميعها ترتبط بالبناء النووي.

 

تحتاج منطقة الموقع وحدها بالإضافة إلى المناطق المحيطة إلى طرق مطورة وجسور جديدة وامدادات مياه وكهرباء وإسكان وامدادات غذائية للعاملين ونقل وتمتد القائمة.

 

هذا كله سيكون تحفيزًا ماليًا ضخمًا لمنطقة الرأس الشرقي المحرومة. وبالطبع سيكون هناك تأثير تحفيز طبيعي. ستبيع محلات الملابس المزيد من الملابس ومنافذ بيع الوجبات السريعة المزيد من الوجبات السريعة … وبسرعة. ونستمر كذلك.

 

وتخطط البلدية المحلية التي سيتم انشاء الموقع المقترح من خلالها في تطوير ومد شبكات المياه. لقد تحدثت معهم عن ذلك.

 

ولكن البناء النووي سيعني قيام مخططي المشروع بالاشتراك مع البلدية بالذهاب إلى المنطقة والتأكد من تطوير نظام مد شبكات مياه أكبر وأكثر تطورًا.

 

 

سيتوجب على مخططي المشروع أن يقوموا بحسابات تخص انشاء الموقع وخدمات إسكان بعض الآلاف من العاملين في المنطقة. بعض من هؤلاء العمال سيعمل في الموقع النووي والبعض الآخر سيعمل في المناطق المجاورة في أعمال ترتبط بالموقع. ويمتد الموقع النووي المقترح لمسافة تبعد 100 كم عن منطقة الإنشاء الفعلية. وهذا يعني أنه سيتم فحص المرافئ في معبر إليزابيث ومنطقة كويجا للتطوير الصناعي في حال التخطيط لجلب أطنان هائلة من المركبات على الشاطئ. هل يمكن تفريغها، هل طرق الوصول صالحة للملاحة لقافلة شاحنات ذات الحمولة الثقيلة؟ ماذا عن الجسور والطرق الفرعية؟ كل هذا تطوير البنية التحتية.

 

لاحقًا سيأتي انشاء خطوط طاقة ضخمة وما إلى ذلك.

مثل هذه الانشاءات تحتاج إلى لحامين وميكانيكيين ماهرين. نمتلك مثل هذه المهارات في البلاد ولكن ليس بذلك القرب. سيحفز بناء الطاقة النووية إلى تدريب لحامين ذو مرتبة عالمية.

 

وتعتبر هذه المهارة من الخط الأول. مثل هؤلاء اللحامين بإمكانهم إيجاد وظائف في النفط والغاز والطيران وقطاع صناعة الأغذية والكثير من الأماكن الأخرى في حال رغبوا في تغيير وظائفهم. المهارات تبقى للأبد. يضع الوزراء الكثير من المال في التعليم الأساسي. أن تصبح لحامًا ماهرًا هو تعليم أساسي ممتاز. وذلك لمصلحة نمو الأمة. لقد قصد نائب الرئيس: احمل مجرفتك وشعلة اللحام وأشعل لهبك، إلخ.

 

المشروع النووي يفعل ذلك.

 

لقد تحدث جوردان عن الاستخدام المتزايد للشراكة العامة-الخاصة لتوفير مشاريع البنية التحتية.

عظيم، هذا ما يحتاجه النمو الاقتصادي بالضبط. لا تستطيع الحكومة بناء محطة للطاقة النووية. الحكومات لا تفعل مثل هذه الأشياء. الطريق الوحيد لفعلها هو بالاستخدام الضخم للشركات الخاصة. لابد أن تقودهم الفائدة. لابد من إعطائهم الفرصة لتوفير فائدة جيدة كما يجب أن يتم القفز عليهم بأحذية مسمارية في حال تجاوزوا الحد.

 

المشاريع النووية ليست عرضة بطبيعتها لتجاوزات الأسعار والتأجيلات الزمنية، لا يهم ما يقوله حشد صخور الغابات المطيرة لك. لقد تم بناء كوابيرج في الوقت المحدد وبالميزانية المحددة من قبل فرق جنوب أفريقية. إذا كان باستطاعتنا عملها منذ 40 سنة سابقة، لم لا نفعلها الآن، وبطرق أكثر حداثة وتطورا.

 

بالمناسبة، تعتبر جنوب أفريقيا رائدة عالمية في بعض هذه الطرق، نحن لا نحبو من العصور المظلمة في هذا المجال. تقوم الإمارات العربية المتحدة ببناء محطة طاقة نووية تدعى “براكة.” هذا هو النوع الأساسي من المحطات التي ستقوم جنوب أفريقيا ببنائه. وشريك الإمارات الرئيسي هو كوريا الجنوبية في بناء مفاعل مصمم في الولايات المتحدة الأمريكية. وهم يقولون أأنهم يقومون بإنشائه في المسار والميزانية والوقت المحدد وذلك ليبدأ بإنتاج الطاقة في وسط 2017.

 

تحتاج أفريقيا الجنوبية حقًا إلى إدارة جيدة في البناء النووي. نحن نحتاج إلى مساهمة جادة وموضوعة بتروي.

لقد تم بالفعل العمل على البناء النووي، في الحقيقة لكثير من السنوات. هناك جهد شاسع في التخطيط والتصميم يستمر كل اليوم وفي كل يوم.

 

بالطبع ستحدث بعض الأخطاء. مثل ساحة القتال، من المستحيل أن يتم إنجاز كل شيء على حسب كل تفصيل في الخطة. ولكن هنا تكمن القيادة الجيدة: لتجد لنفسك حلًا للمشكلة عندما يحمى وطيس المعركة. يمتلك الجنوب أفريقيين العالميين سمعة طيبة في هذا المجال. الشراكة العامة-الخاصة هو ما نعتمد عليه.

 

 

في أول بعثة تسلق جبل إيفرست الجنوب أفريقية، تم إقصاء الفريق الجنوب أفريقي الصغير عن طريق الخبراء الدوليين الكبار.

بعد ذلك بقليل، عانى الخبراء الكبار من مشاكل جدية وعدد منهم توفوا في منحدرات القمة المتجمدة. الوحيد الذي امتلك نظام راديو يمكنه من الاتصال من أعلى قمة إيفرست لأسفلها والفرق في الجبال القريبة كان الفريق الجنوب أفريقي “الهاوي” الذي أنقذ الخبراء الكبار.

 

لبناء نووي جيد يصفق له العالم، والذي سيكون على الوقت والميزانية، نحتاج إلى تنظيم وتواصل جيد. نملك جميع قطع ومقومات البعثة النووية. جميع أطر العمل المطلوبة موجودة في خطة ميزانية جوردان. ويتمثل الفعل الذي يقود إلى النمو في عبارة نائب رئيس الاقتصاد: “احمل المجرفة.”

د. كلفن كيم، فيزيائي نووي ورئيس وكالة الطاقة النووية الجنوب أفريقية.

 

 

كلمات مفتاحية: تخطيط الميزانية ومشاريع البنية التحتية

التصنيف: التسويق والتخطيط، أنشطة الأعمال والمشاريع، جنوب أفريقيا

وسوم: الوزير برافين جوردان، ميزانية، توطين، شراكة عامة-خاصة
التاريخ: 15 مارس 2017

المصدر:

Magazine “BUSINESS REPORT” of March 15 2017, page 16

Arnaud Lefevre

Arnaud Lefevre

Arnaud Lefevre is the Chief Executive Officer of Dynatom International. Arnaud is in charge of the international development of the business portfolio.
0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments

Don’t Stop Here

إلف للطاقة تستثمر في مصر

صرح الممثل الرسمي لشركة إلف للطاقة، إسلام سليمان، أن الشركة في صدد استثمار تسعة ملايين دولار أمريكي في إنشاء محطة للطاقة الشمسية في بانيبان، مقاطعة

Scroll to Top