طرح دومينيك دادلي سؤالاً في مجلة “فوربس” حول معايير السلامة بمحطة براكة النووية الإماراتية. معلقاً على حديث سلطان بن أحمد سلطان الجابر، وزير الدولة في حكومة الإمارات ورئيس شركة النفط الوطنية (أدنوك)، عن محطة الطاقة النووية التي ستبدأ بتوفير الطاقة للشبكة الكهربائية لأول مرة في وقت لاحق من هذا العام، ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للطاقة المستدامة.
مؤسسة الإمارات للطاقة النووية (ENEC) تقوم ببناء أربعة مفاعلات نووية متماثلة، من نوع APR1400 بقدرة 1400 ميجاواط لكل منها، في موقع براكة بمنطقة الظفرة بإمارة أبوظبي. وعندما يبدأ تشغليها فستنتج 5.6 جيجاواط من الطاقة الكهربائية.
وحيث يرى دادلي أن بناء المفاعلات النووية قد يثير الجدل في أنحاء مختلفة من العالم، ولكنه أكثر في منطقة الخليج حيث تقع في قلب العاصفة الجيوسياسية مع إيران. كما أن تطمينات الجابر حول سلامة الطاقة النووية في الإمارات لم تقنع الكثيرين!
وأثار بول دورفمان، مؤسس مجموعة الاستشارات النووية (ncg)، عددا من الأسئلة حول سلامة وأمن المحطة النووية الإمارتية وآثارها على البيئة. وقوم الإمارات ببناء المحطة بالتعاون مع شركة الطاقة الكهربائية الكورية (كيبكو)، وفرعها شركة الطاقة المائية والذرية الكورية (KHNP).
وفي تقرير صدر عن مجموعة الاستشارات النووية في ديسمبر بعنوان: “طموحات الخليج النووية: مفاعل جديد في الإمارات العربية” (اضغط هنا لتحميل نسخة من التقرير الكامل)، أشار إلى تصدعات مباني الاحتواء في المفاعلات الأربعة، حيث تم تعليق العمل فيها حتى يتم إصلاح الصدوع. كما تعرضت الشركة الكورية المسؤولة عن بناء المفاعل لفضيحة؛ من خلال استخدام مكونات زائفة في المفاعل الكوري، كما أن هناك خلاف بين الكوريين ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية بشأن استبدال العمال.
وأشار الدكتور دورفمان إلى أن تصميم المفاعل المستخدم في براكة لا يحتوي على مواصفات إضافية لسلامة المفاعلات مثل خاصية احتواء للمفاعل أو الغلاف الحامي للمفاعل حالة انصهاره (Core-Catcher) ومنع تسرب المواد النووية، وهي “مواصفات مهمة للتصميم، يتوقع وجودها في كل المفاعلات النووية في أوروبا”!
مواصفات التصميم هذه تمنع تسرب الإشعاعات النووية في حالة تعرضت المفاعلات لحادث أو هجوم مدبر. والذي لا يمكن استبعاده، خاصة أن المتمردين الحوثيين زعموا في السابق أنهم استهدفوا موقع براكة، فيما تعرضت المنشآت النفطية السعودية لهجوم كبير العام الماضي. فلو تعرض المفاعل لهجوم أو حادث فإنه سيترك تداعيات كبرى على السكان المحليين.
وتؤكد الإمارات أن مفاعلها النووي آمن، ولكنها لم ترد على الأسئلة التي طرحها الكاتب للتعليق على مقاله.
كما أشار دادلي إلى أن الشركة الكورية كيبكو لم تتمكن من التعاقد إلا مع الإمارات، و”هذا ليس مفاجئاً في ضوء الجدل الذي أثير حولها”. وفي هذا السياق، قال دورفمان: “عقد الإمارات يظل عقد التصدير الوحيد لكوريا الجنوبية، حيث لم تكن كيبكو وشركة الطاقة المائية والذرية الكورية قادرة على تكرار العقد المبرم مع أبو ظبي في أماكن أخرى، رغم مبادرات من ليتوانيا وتركيا وفيتنام وبريطانيا”.
المقال الأصلي هنا